-->

آخر الأخبار

جاري تحميل ...

اخبار جهوية

اخبار وطنية

السلطة الرابعة



الريف والصحراء :تاريخ من التوثر



بقلم:محمد مولود

لاشك ان تاريخ المغرب بعد الإستقلال حافل بالمعطيات التي طبعت علاقة الدولة  المغربية بمنطقتين تعتبران واجهة  لأوروبا وافريقيا
كما انهما مستعمرتان سابقتان اسبانيا  فالمتتبع لهدا التوتر  الدي طال امده  سيجد أنه  يتأرجح بين قليل من الهدوء وكثير من التهميش والتوتر.
فالعلاقة المتشنجة بين اهل الريف والصحراء من جهة والدولة المركزية من جهة اخرى  بدأت بعد سنوات من حصول المغرب على استقلاله .
وهي الفترة التي عرفت تاريخيا بانتفاضة الريف في المقابل تلتها انتفاضة الزملة  رغم ان اسبانيا لازالت تحكم قبضتها على الصحراء  .
إلا ان هاتين الإنتفاضتين  يمثلان بداية بزوغ الوعي المجتمعي في هاتين المنطقتين وبداية الفصل بين ماهو اجتماعي وسياسي وحقوقي   .
ويمكن اختصار العلاقة الملتبسة بين اهل الريف والصحراء والدولة المغربية إلى ثلات محطات رئيسية :                                
فالمحطة الأولى بالنسبة لمنطقة الريف والتي أعقبت استقلال المغرب مباشرة وتميزت ببداية متوترة شديدة الحساسية وشكلت فكرة الجمهورية
توترا عميقا تمخضت عنه تصفية شخصيات ريفية  .                                                                                            
في حين تعتبر المرحلة الأولى بالنسبة للصحراء والتي رسم معالمها شباب ثائر وغاضب على المستعمر الإسباني بحيث شكلت انتفاضة الزملة بوادر بزوغ الوعي الثوري  الذي اشتد قوة عقب الإتفاق بين المغرب واسبانيا ودخول المغرب للصحراء وضهور  بوادر التوتر الذي تمخض عنه تأسيس جبهة البوليزاريو  وبداية التشنج في العلاقة بين الدولة المغربية والصحراويين مما خلف ماسي واحزان لازالت أثارها إلى اليوم .
اما المحطة الثانية والتي شهدت انتفاضة  1984والتي اندلعت   بسبب ماتعرض له الريف من تهميش وحرمان وفقر مدقع بيد أن الملك الراحل الحسن الثاني قمعها بشدة ووصف المنتفضين انداك بالأوباش   .                                                                                  
في المقابل شهدة الصحراء هي كذالك حربا بين المغرب وجبهة البوليساريو نتج عنه ماسي وأحزان إلى ان تم توقيع وقف اطلاق النار سنة 1991
هاته المرحلة شهدة هي كذالك فترة من الإستقرار يصاحبه سنوات من التهميش  إلا ان شباب المنطقة خرجوا من جديد في اعتصامات سنة 1999 من أجل مطالب تركز على الشغل والعيش الكريم   .                                                                                            ا

وتأتي المحطة الثالتة في علاقة الدولة المغربية بمنطقتي الريف والصحراء إتر الموجة العالمية في مجال حقوق الإنسان وما صاحبها انداك مع بداية عهد الملك محمد السادس من تحولات في المصالحة والعدالة الإنتقالية الدي دشنتها الدولة  في ظل العهد الجديد . حيث سعت الدولة إلى التعويض عن الأضرار التي تكبدها سكان الريف ،لكن مسار التصالح تأثر سلبا بأحداث20 فبراير   2011التي جائت في سياق رياح الربيع العربي وحادت وفاة بائع السمك محسن فكري  أخيرا.  
في المقابل اعتبرت هاتة المرحلة في الصحراء محطة تاريخية ببروز حراك اجتماعي سنة  2005واخر سنة 2010 نتج عنه بروز نشطاء حقوقيين  محليين وتمثيليات لمنظمات مغربية تراقب المجال الحقوقي عن قرب كل هدا وداك نتج عنه وعي مجتمعي محلي بثقافة حقوق الإنسان بطابعها الكوني .
يتضح مما سبق أن هاتين المنطقتين يجب على الدولة إخراجهم من طابع الخصوصية لأن كثرة الاحتجاجات وقوتها تؤكد بالملموس أن المقاربة الأمنية لم تعد مجدية
وأظهرت فشلها وبالتالي الحل الوحيد هو معالجة جدور المشكل التي تتمحور حول افتقار المنطقتين إلى سبل العيش الكريم وتفشي البطالة بشكل مقلق إد ان أغلب الشباب يعيشون عالة على اسرهم وعلى مجتمعهم .
باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية

إقرأ أيضا

الرياضة

عين على الفيسبوك

الاقتصاد

أخبار العالم

-->