×
المحطة الحرارية بالعيون .. الربح من إنتاج الطاقة مقابل هلاك الانسان
العيون اون لاين : حيدار الركيبي
إن ما أقدم عليه المكتب الوطني للكهرباء بالشروع في إقامة محطة حرارية بمدينة العيون هو جريمة في حق ساكنة المدينة و يمثل إغتيالا لحقوق الأجيال المقبلة ببيئة سليمة و صحة جيدة بعيدة عن الأمراض المزمنة ..
هذه المحطة الحرارية كان مزمع إنشائها في مدينة فاس و لكنها جوبهت بمعارضة شديدة من طرف المنتخبين و هيئات المجتمع المدني مما دعى المكتب الوطني للكهرباء إلى نقلها الى مدينة أيت ملول على مقربة من المدينة السياحية أكادير و لكن أهل سوس كانوا لها بالمرصاد فأقاموا الدنيا و أقعدوها و تمكنوا من إبعادها عن مدينتهم ..
و لكن المكتب الوطني للكهرباء عمد مرة أخرى إلى اللجوء إلى محاولة بائسة قادته إلى مدينة تزنيت معقل أهل سوس لتوطين محطته الحرارية ..
و لكنه وجد أمامه تحركاً لافتاً و مميزاً من لدن المنتخبين الذين إلتقطوا الرسالة و وضعوا يدهم في يد فعاليات المجتمع المدني باقليم تيزنيت و هو موقف مشرف لمن يدعي تمثيلية السكان و الدفاع عن مصالحهم إذ لم يتوانوا عندما إستدعى الأمر بإنشاء قيادة مشتركة مع هيئات المجتمع المدني من أجل وقف أشغال بناء المحطة الحرارية المثيرة للجدل و التي أجمع الكل على رفضها لما تشكله من تهديد جد خطير على بيئة الاقليم و صحة المواطنين ..
تحركهم هذا كلل بالنجاح عندما وجهوا تهديداً مباشراً بنقل ملف هذه المحطة الحرارية لعرضه أمام أنظار المنظمات و المنتديات الدولية المختصة بحماية البيئة و الإنسان و هو ما حذى بالبرلمان الى التدخل لوقف إقامة هذه المحطة المشؤومة بمدينة تيزنيت ..
و في تعارض مطلق مع مقتضيات المادة 31 من الدستور المغربي و الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة و خطاب الملك بتاريخ 30 يوليوز 2009 بهذا الخصوص عندما قال ما يلي :
( نوجه الحكومة إلى إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها و محمياتها و مواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة كما يتوخى صيانة معالمها الحضارية و مآثرها التاريخية بأعتبار البيئة رصيداً مشتركاً للأمة و مسؤولية جماعية لأجيالها الحاضرة و المقبلة ) ..
أثبت المكتب الوطني للكهرباء أنه ضد التوجهات العالمية الداعية لحماية البيئة و صيانة حقوق المواطنين في البيئة السليمة و في معاكسة واضحة في إعتماد إنتاج الطاقة النظيفة و المتجددة ..
حيث عمد إلى إنشاء محطة لتوليد الطاقة الحرارية مشغلة بمادة الفيول في المدخل الغربي لمدينة العيون و على تراب الجماعة الحضرية للعيون ..
إن هذه المحطة كما يدعي المكتب الوطني للكهرباء ستشتغل ببرنامج زمني يفوق 15 ساعة في اليوم و ستحرق آلالاف الليترات من مادة الفيول ..
و هنا لابد أن نوضح لكم مدى الأخطار التي ستنتج عن إحتراق مادة الفيول في هوائنا و ما سيصيب الساكنة من أمراض و مخاطر ستنال من صحتنا و بيئتنا ..
إذ توضح دراسات المختصين أنه من المرتقب أن تنفث المحطة الحرارية الكثير من المواد الملوثة كالكبريت و الرصاص و هباب الفحم ما سيؤدي إلى أمراض رئوية حادة كإلتهاب القصبات و الرغامي و كذلك الإصابة بالعديد من أنواع السرطان و ضيق التنفس و بنوبات مرضية و حدوث التخلف العقلي و إلتهاب الدماغ القاتل لدى الاطفال بينما يعاني البالغون من أعراض مختلفة منها فقدان الشهية للطعام و آلام في الأمعاء و تغيرات في السلوك و الضعف الجنسي لدى الذكور و الإناث كما أن عملية إحتراق الفيول الثقيل تنتج ملوثات عديدة أهمها الغازات المنطلقة في الغلاف الجوي من أهمها أكسيد الكربون (CO2،CO) و مركبات النيتروجين (NOx) و مركبات الكبريت (SO2) و الجسيمات المعلقة (PM) و المعادن الثقيلة خاصة أن المحطة ستشتغل بمحركات ضخمة ..
و هذه كارثة عظمى بكل المقاييس وجب التصدي لها و الوقوف متحدين بكل قوة لمنع إقامة هذا المشروع المدمر للحرث و النسل ..
و رسالتي هاته موجهة للمسؤولين و المنتخبين و الأعيان و هيئات المجتمع المدني و المواطنين عموماً ..