نص بــلاغ صحفي
إن تنظيم الكتابة الجهوية لمنظمة الشبيبة الاتحادية
بجهة العيون الساقية الحمراء، لهذه الندوة الصحفية في هذه اللحظة بالضبط والمرتبطة
أساسا بحدثين تاريخيين رسما وبصما تاريخ بلدنا الحبيب، وهما ذكرى تقديم
وثيقة المطالبة بالاستقلال، وذكرى رحيل القائد الوطني والزعيم الاتحادي عبد
الرحيم بوعبيد، ومن خلالهما نستحضر تاريخ و مواقف حزبنا المجيد
ونتذكر الشهيد المهدي بنبركة الذي كان أصغر من موقع على وثيقة المطالبة بالاستقلال.
هؤلاء القادة هم من صنعوا لنا شغف الانتماء وحب الاتحاد، فمدرسة المهدي بنبركة
و عبد الرحيم بوعبيد تعد مصدر الإلهام لكل الشباب المغربي التواق للديمقراطية،
ومحفزا للنضال والفعل السياسي النبيل، المتمثل في ربط العمل النضالي والممارسة
السياسية بقيم الأخلاق و مبادئ الاشتراكية الديمقراطية.
من هنا
انطلق حلمنا وأملنا كأبناء الأقاليم الصحراوية من أجل تأطير وتكوين وتأهيل
أبناء المنطقة سياسيا، و تنزيل وتجسيد قيم ومبادئ الاشتراكية الديمقراطية على
أرض الواقع لهدف تحقيق المساواة والديمقراطية والحداثة والعدالة الاجتماعية والعيش
الكريم، لشابات وشبان الأقاليم الجنوبية لا لرفعها كشعارات وهمية في المركز
من أجل الوصول لمصالح ومنافع شخصية وحسابات جد ضيقة .
إلا أن
الصدمات والانتكاسات المتتالية والقادمة دائما من مركز القرار الحزبي بالرباط
تجعلنا كشباب صحراوي اتحادي جد قلقين و متخوفين على مستقبل ودور حزبنا
في الساحة الوطنية عموما وفي تواجده بالأقاليم الجنوبية خصوصا.
فأمالنا
كانت كبيرة على حزبنا من أجل مسقبل أفضل لوطننا ومن أجل تحقيق الديمقراطية والحرية
و تكافؤ الفرص، وإيجاد الحلول الواقعية لمشاكل شباب المنطقة من خلال خلق فرص شغل
مهمة وتقديم خدمات صحية و اجتماعية كبيرة وتقديم عرض تعليمي بمستوى متميز
و جد متقدم، يلبي انتظارات الساكنة خاصة في ظل الظروف الحالية و طول
مدة وباء كورونا كوفيد 19 .
إلا أننا نجد
أنفسنا كشباب صحراوي اتحادي نعاني الويلات اليوم في ظل القيادة الحالية للحزب
التي لا تراعي حتى خصوصيتنا كشباب بعيد عن المركز الحزبي بأكثر من ألف كلم ونواجه عدة
تحديات وتعقيدات مركبة وجد معقدة، بل أصبح توجهها هو الإقصاء والديكتاتورية واستغلال
الزي الصحراوي في التأثيث كأننا في الكرنفلات أو المهرجانات، والبعيدة كل البعد عن
أي ارتباط عميق بالهموم الحقيقية لشباب الصحراء المغربية.
إن محطة المؤتمر الوطني 11 لحزبنا هي لحظة سياسية
بإمتياز قبل أن تكون تنظيمية، والتي تعرف مستجدات وانحرافات تنظيمية خطيرة،
تجاوزت كل الحدود المسموح بها، بعد تسجيل مجموعة من الخروقات القانونية والإنزلاقات
الأخلاقية وعمليات التدليس والتمويه الواضح للمناضلين بعقد مجالس وطنية غير قانونية،
بالإضافة إلى عدة تأويلات خاطئة للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، ضدا في القانون
التنظيمي للأحزاب السياسية ولروح الدستور.
وما نلاحظه في ما يسمى بعملية التحضير للمؤتمر الوطني 11 للحزب، من خلال العمل على
قرصنته والهروب به من الاتحاديات والاتحاديين في القواعد الرافضين للولاية الثالثة
للكاتب الأول المنتهية ولايته، والذي يتعسف على المنهجية الديمقراطية ومبدأ الاختلاف
ومفهوم ربط المسؤولية بالمحاسبة والتداول على المهام القيادية داخل الاتحاد، والذي
بات يكرس مشروع متناقض مع القيم الاشتراكية الكونية، بل اصحب يمثل ديكتاتورية متسلطة
وقمعية، عن طريق الإقصاء الممنهج لمختلف المناضلين والمناضلات من الحضور لأشغال المجالس
الوطنية التي عقدت ما بعد الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية ل 2021، و تشكيل
سكريتارية اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني 11 التي شهدت إقصاد اتحاديات واتحاديين
كل أقاليم الجهات الجنوبية الثلاث.
وكذلك تسخير
كل أشكال التضييق على من هم ضد توجه الكاتب الأول المنتهية ولايته، عبر تعديل القوانين
والأنظمة وطرح مقرراته الخاصة للتحكم في المؤتمر، واستغلال فترة جائحة كورونا لجعل
ما يسمونه بمنصات الجهات التي ستمكن من خلاله التصويت الكترونيا و حضوريا على أشغال
المؤتمر الوطني 11 للحزب، و بالإضافة إلى مجموعة من المعايير الجديدة التي يسعون
لاستعمالها في انتداب المؤتمرين عبر طرق ملتوية ومشبوهه. فكل هذه الأمور وحيثياتها
وفي مقدمتها الإقصاء الصريح لجميع الطاقات والكفاءات وعلى رأسها شباب الأقاليم الجنوبية
جهة العيون الساقية الحمراء بشكل خاص، والاعتماد على منتحلي الصفة التنظيمية
في الحزب بالجهة، والتي ستكون موضوع هذه الندوة الصحفية.