الأحد 18 شتنبر 2022
أرجع مقال نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية بعنوان ‘‘الجزائر تحشد تونس
في صراعها مع المغرب’’، أسباب الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وتونس على خلفية استقبال
رئيس الأخيرة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية نهاية غشت الماضي، إلى إحكام
الجزائر سيطرتها على تونس التي هي على وشك الإفلاس المالي.
وتوقعت ‘‘لوموند’’
أن تطول هذه الأزمة بسبب عدم استعداد المغرب للاستسلام بسهولة، واصفة هذا التصعيد
بغير المسبوق والجديد على التوازنات الاستراتيجية لمنطقة مَغاربية أضعف استقرارها
بالفعل بسبب التصدع الجزائري المغربي.
فالمغرب، يعتبر أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، يواجه الخط الأحمر للياقة
الدبلوماسية من خلال ترحيبه بزعيم البوليساريو إبراهيم غالي.
وحصلت الإهانة في مطار تونس قرطاج، عشية افتتاح القمة الثامنة للمنتدى الياباني الإفريقي.
وهي خطوة مخالفة للتقاليد الدبلوماسية لتونس، التي ظلت حتى ذلك الحين ‘‘محايدة’’
في هذا الصراع الصحراوي بين الرباط والجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو
الانفصالية.
التحول في موقف تونس، ظهر حسب لوموند منذ انتخاب قيس سعيد عام 2019،
وبشكل أكثر تحديدا منذ انقلابه في يوليوز من العام الماضي، والذي بفضله تولى
السلطة الكاملة.
فسرعان ما وجد قيس سعيد نفسه عالقا بين المحور الذي شكلته مصر والإمارات،
اللتين حسب احتمال لوموند تقفان وراء هجومه ضد الإسلاميين في حزب النهضة، والجزائر
التي كانت قلقة من رؤية حديقتها الخلفية التونسية تخضع لنفوذ عرابين جدد. ‘‘فتونس بالنسبة للجزائر، هي كلبنان
بالنسبة لسوريا’’، وفق تعبير مسؤول تونسي.
إن الاهتمام الدقيق الذي يوليه النظام الجزائري تقليديا لتونس، تضيف
الصحيفة الفرنسية اتخذ بعدا إستراتيجيا شبه حيوي، بعد تطبيع العلاقات بين المغرب
وإسرائيل في عام 2020. حيث شعرت الجزائر أنها مستهدفة بشكل مباشر من هذا المحور
الجديد، الذي يبدو وكأنه تحالف أمني نصّبه ‘‘الموساد على حدودها’’ بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول جزائري.
ومن هنا كان خوفها من التطويق من المغرب، ومن الشرق حيث تقدم الفوضى
الليبية وسيلة للمحور المصري الإماراتي، الذي طبّع هو الآخر علاقاته مع إسرائيل.
في هذا التشكيل، كانت تونس الحلقة الأضعف التي يجب تحييدها بأي ثمن.
وحسب الصحيفة، فقد انتهى الأمر بتونس، التي هي على حافة الإفلاس، بالاستجابة لطلبات معينة من الجزائر، مقابل مساعدة مالية قيمة، تضيف لوموند.