حاولت الجزائر قبل أسبوع الضغط على زامبيا لإعادة الاعتراف بـ"جمهورية" البوليساريو، غير أن المغرب أفشل هذا المخطط، ونهار اليوم أكد وزير الخارجية الزامبي دعمه للوحدة الترابية للمملكة.
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج،
ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
الزامبي، ستانلي كاسونغو كاكوبو، حاملا رسالة خطية من رئيس زامبيا، هاكيندي
هيشيليما، إلى الملك محمد السادس.
ورحب الوزير الزامبي بجودة العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، مذكرا
بأن زامبيا تعد إحدى دول الجنوب الإفريقي التي لها قنصلية عامة في الأقاليم
الجنوبية للمملكة المغربية، مبرزا أن هذا الأمر يعد مؤشرا واضحا على دعم زامبيا
لمغربية الصحراء.
وجددت زامبيا في بيان مشترك عقب محادثات جمعت الوزيرين التأكيد على "دعمها
الثابت" للوحدة الترابية للمملكة، وللمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها
"الحل الموثوق والواقعي الوحيد" لحل النزاع حول الصحراء.
وأضاف البيان أن زامبيا "رحبت بجهود الأمم المتحدة بصفتها الإطار الحصري
للتوصل إلى حل واقعي وعملي ومستدام للنزاع حول الصحراء المغربية".
وجاء هذا البيان بعد أسبوع من زيارة رئيسة البرلمان الزامبي، نيللي بوتيت
كاشومبا موتي، إلى الجزائر حيث أجرت محادثات مع رئيس البرلمان إبراهيم بوغالي،
ورئيس الوزراء أمين بن عبد الرحمن، ووزير الخارجية أحمد عطاف.
كما التقت المسؤولة الزامبية برئيس مجلس الأمة الجزائري، صالح قوجيل، وبحسب
بيان للمجلس فقد ناقش الجانبين "ضرورة إحلال السلم من أجل تركيز الجهود في مسعى
النمو الاقتصادي الذي تصبو إليه شعوب القارة وذلك عن طريق تصفية الاستعمار في
إفريقيا وتمكين الصحراء الغربية باعتبارها آخر مستعمرة في القارة من حقها في
تقرير المصير".
موقف غامض
وقبل وصول الرئيس هاكيندي هيشيليما إلى السلطة في غشت من سنة 2021، اتسم موقف
زامبيا من نزاع الصحراء بالغموض، إذ تضاربت تصريحات المسؤولين الزامبيين حول
الموضوع، بين من يعلن سحب الاعتراف بـ"الجمهورية الصحراوية"، وبين من يؤكد
استمرار دعمها.
ففي شهر يوليوز من سنة 2016، أعلن وزير الخارجية الزامبي آنذاك أري كالابا من
العاصمة الرباط، سحب بلاده اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية"، لكن وبعد ستة
أشهر من ذلك، قام زعيم الجبهة الانفصالية ابراهيم غالي بزيارة إلى لوساكا
استغرقت ثلاثة أيام، استقبله خلالها الرئيس الزامبي السابق إدغار لونغو والذي
أكد في حينه دعم بلاده لجبهة البوليساريو.
وفي أكتوبر من سنة 2017 أعلن أري كالابا مرة أخرى، سحب بلاده اعترافها
بـ"جمهورية" البوليساريو، وبعد ذلك نفت الحكومة الزامبية أن تكون قد سحبت
اعترافها بـ"الجمهورية الصحراوية".
وفي شهر مارس من سنة 2018، قال وزير الخارجية الزامي السابق جوزيف ملانجي من
الرباط إن "زامبيا تؤكد سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، وستشعر الأمم المتحدة
والاتحاد الإفريقي، وكافة سفاراتها عبر العالم بهذا القرار".
وفي شهر فبراير من سنة 2021، قالت وسائل إعلام جزائرية رسمية، إن زامبيا قررت
إغلاق قنصليتها في مدينة العيون، والتي كانت قد افتتحتها في أكتوبر 2020، غير
أن الحكومة الزامبية نقت ذلك، وأكدت أن القنصلية سيتم تدعيمها بموظفين
جدد.
تاريخيا، اعترفت زامبيا بـ"بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، في 12
أكتوبر سنة 1979، وذلك في عهد أول رئيس لزامبيا كينيث كاوندا الذي حكم البلاد
خلال الفترة بين 1964 و 1991، والذي يعد أول رئيس إفريقي زار مخيمات تندوف،
وبقيت زامبيا منذ ذلك الوقت تعترف بـ"جمهورية" البوليساريو إلى حدود سنة 2011،
حيث قررت سحب اعترافها بها ليتوالى بعد ذلك مسلسل سحب الاعتراف وإعادته.