السبت 22 يوليوز
2023
قال موقع “مغرب
أنتلجنس” إن رئيس النظام الجزائري، عبدالمجيد تبون، طلب من أمير قطر، خلال
زيارته للدوحة يومي 15 و16 يوليوز، التوسط لصالح بلاده لدى إدارة الرئيس الأمريكي
جو بايدن والقادة الأكثر نفوذا من قبيل فرنسا وألمانيا وإسبانيا لتتفهم مخاوف
بلاده من التحالف المغربي-الإسرائيلي.
وأشار المصدر
نقلا عن مصادر مطلعة من القصر الرئاسي الجزائري، إلى أن المحادثات المطولة التي
أجراها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
حول مخاوفه من غضب القوى الغربية، ولا سيما فرنسا والولايات المتحدة.
وأبلغ تبون تميم
بن حمد آل ثاني عدم شعور بلاده بالأمان بسبب الدعم الذي أبداه الغرب للتقارب
العسكري القائم بين المغرب وإسرائيل، وفق ما ذكره الموقع ذاته.
وخلال اللقاء،
قال الرئيس الجزائري إن التحالف المغربي-الإسرائيلي يهدد بشكل مباشر الأمن القومي
للجزائر، مستنكرا ما سماه بـ”تواطؤ” القوى الغربية مع هذه “المناورات
المغربية-الإسرائيلية التي تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة المغاربية وتهدد
التوازن الإقليمي برمته”.
وبرر تبون طلب
الدعم الروسي والصيني بسعي بلاده لضمان أمنها القومي وإحباط التحالف
المغربي-الإسرائيلي، ملتمسا من الأمير تميم توعية مستأجر البيت الأبيض والرئيس
الفرنسي ماكرون والقادة الأوربيين الآخرين الذين تحافظ قطر معهم على علاقات
ممتازة، بسبب حجم استثماراتها المالية الكبيرة في في أكبر الشركات الأوروبية حول
شرعية مخاوف الجزائر واحتياجاتها الأمنية في مواجهة ما يحدث على حدودها مع المغرب.
ويأمل تبون أن
تتمكن حليفته قطر، التي لها مداخل عديدة إلى واشنطن وبرلين ولندن ومدريد مثل
باريس، من مساعدته في استعادة صورة بلاده مع الغربيين.
ويوم الاثنين
الماضي، أفاد بلاغ للديوان الملكي، أن الملك محمد السادس، توصل من الوزير الأول
لدولة إسرائيل بنيامين نتنياهو بقرار “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء
الغربية”.
ومن خلال هذه
الرسالة، يشير البلاغ ذاته، رفع الوزير الأول الإسرائيلي إلى علم الملك محمد
السادس قرار دولة إسرائيل “الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية”.
وفي هذا الصدد،
أكد الوزير الأول الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق
الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”.
وشدد، أيضا،
وفقا لبلاغ الديوان الملكي، على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات
الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها
بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار.
وفي رسالته إلى
الملك أفاد الوزير الأول الإسرائيلي بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، “فتح قنصلية لها
بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا”.
كما وجه الملك
محمد السادس رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وصف فيها اعتراف إسرائيل بسيادة
المغرب على صحرائه بـ”القرار الصائب والمتبصر”.
وعبر الملك محمد
السادس في رسالته إلى نتنياهو عن “الشكر والتقدير الكبير” على الاعتراف بسيادة
المغرب على صحرائه وعزم إسرائيل فتح قنصلية بمدينة الداخلة، وأكد الملك أن القرار
“لقي ترحيباً كبيراً من قبل الشعب المغربي وقواه الحية”.
وأكد الملك أن
قضية الصحراء المغربية تعتبر “القضية الوطنية للمملكة، وتتصدر أولويات سياستها
الخارجية”، مضيفا أن “قراركم الهام هذا قرار صائب ومتبصر”.
وأوضح قائلا:
“فهو قرار صائب كونه يدعم الأسانيد القانونية الحقة والحقوق التاريخية الراسخة
للمغرب في أقاليمه الصحراوية”، مشيرا إلى أن السيادة الفعلية للدولة المغربية
وروابط البيعة القانونية التي ظلت تربط منذ عهود سلاطين وملوك المغرب والسكان
المغاربة بهذه الأراضي العزيزة على قلوبهم، هي عناصر ثابتة لا يرقى إليها الشك.
وأضاف الملك “هو
قرار متبصر أيضا كونه ينسجم مع الدينامية الدولية القوية التي اعتمدتها دول عديدة
من مختلف جهات العالم في اتجاه دعم حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي الذي طال
أمده، على أساس المبادرة المغربية القاضية بمنح الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء في
إطار سيادة المملكة ووحدتها الترابية”.
وذكر الملك محمد
السادس في هذه الرسالة، بأنه “منذ دجنبر 2020، لم تفتأ العلاقات الثنائية بين
المملكة المغربية ودولة إسرائيل تتوطد في جميع المجالات”.
وقال: “فهذا الزخم
الذي تشهده غير مسبوق، سواء على مستوى تبادل زيارات المسؤولين الرسميين ورجال
الأعمال، أو على مستوى تطوير الإطار الاتفاقي وتنويع التعاون وتعزيز المبادلات
التجارية”، مشيرا إلى أنه “مما يبعث على الارتياح أن للروابط الإنسانية العميقة
القائمة بين بلدينا دورا حاسما في هذا الشأن، لاسيما من خلال الجالية اليهودية
المغربية في إسرائيل”.
وأضاف “إني لعلى
يقين أن الموقف الواضح الذي اتخذتموه باسم دولة إسرائيل، بخصوص مغربية الصحراء،
سيزيد من تعزيز الروابط بين المغرب وإسرائيل أكثر فأكثر. وبوسعكم، في هذا الصدد،
أن تعولوا على التزامي الراسخ والثابت”.
وتابع “فكما سبق
وأكدت لكم، خلال محادثتنا الهاتفية بتاريخ 25 دجنبر 2020، فإني أرحب بكم للقيام
بزيارة إلى المغرب في موعد يحدد عبر القنوات الدبلوماسية، بما يناسبنا معا”.
وفي هذا الإطار،
أبرز الملك على أن من شأن هذا اللقاء “أن يفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية
بين المغرب وإسرائيل، كما سيشكل مناسبة لتعزيز آفاق السلام لفائدة جميع شعوب
المنطقة، وذلك باستحضار مضمون الإعلان الثلاثي الموقع في 22 دجنبر 2020 بين
المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل، بما في ذلك ما يتعلق
بالمبادئ التوجيهية التي يجب أن تحكم تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني”.