تحاول الجزائر استغلال كل الفرص المتاحة للاعتراف بجبهة بوليساريو وإضفاء شرعية على كيان غير شرعي، حيث أقحمت الجبهة الانفصالية في تدريبات “تمرين مركز القيادة لقدرة شمال أفريقيا”، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى التشويش على علاقة المغرب الوثيقة بالدول العربية.
الثلاثاء 28 نونبر 2023
أقحم النظام
الجزائري جبهة بوليساريو الانفصالية في تدريبات عسكرية تحت عنوان “سلام شمال
أفريقيا 2″، في مدينة “جيجل” في محاولة لتلغيم العلاقات المغربية مع مصر وليبيا
وموريتانيا، رغم أن هذه البلدان لا تعترف بالجبهة الانفصالية كدولة قائمة الأركان.
وتجاهل الإعلام
المصري والليبي التدريبات التي اختير لها اسم “تمرين مركز القيادة لقدرة شمال
أفريقيا”، في وقت روج فيه الإعلام الجزائري من خلال بلاغ لوزارة الدفاع أن
التدريبات تهم منظمة “قدرة شمال أفريقيا”، التابعة للاتحاد الأفريقي، والتي ادعت
أن عضويتها تتمثل في كل من الجزائر ومصر وليبيا وتونس وموريتانيا، فضلا عن الجبهة
الانفصالية.
وحاولت الدعاية
الجزائرية الترويج لهذه التدريبات الروتينية وكأنها ذات أهمية فقط كهامش للمناورة السياسية
لإيهام الرأي العام بدعم تلك الدول لمشاركة الجبهة الانفصالية فيها، في وقت لم تعط
مصر وليبيا وموريتانيا وتونس ذلك الزخم، حتى لا تثير قلق المغرب أو تعكير الأجواء
معه حول قضية تعتبرها المملكة ذات حساسية مرتفعة.
وتعمل الجزائر
جاهدة على التشويش على علاقة المغرب مع دول القارة الأفريقية عبر بوليساريو، حيث
عملت على تكرار نفس السلوك عندما أقحمت الجبهة في قمة طوكيو للتنمية في أفريقيا
“تيكاد 8″، في أغسطس 2022، بمحاولة هدم علاقة المغرب وتونس بالضغط على الأخيرة
لاستقبال زعيم بوليساريو في القمة.
وحاولت الجزائر
من خلال إرسال مبعوثي الجبهة في بعض المناسبات التأثير على قرارات نواكشوط بعد
تولي الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، الذي عدل طريقة تعاطيه مع هذا الملف بشكل
ملموس منذ ما جرى في معبر الكركرات في العام 2020، حيث قال في سبتمبر الماضي إن
الموقف التقليدي لبلاده من ملف الصحراء هو “الحياد”، لكنه قرر منذ وصوله إلى
الرئاسة سنة 2019، أن يجعل منه “حيادا إيجابيا”، حسب ما أكده في حوار مع صحيفة “لوفيغارو”
الفرنسية، كما أعلن خلال مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في
نيويورك، أن بلاده ملتزمة بقرارات مجلس الأمن.
وبدأ هذا
التقارب بين البلدين يبرز بوضوح خلال الفترة الموالية، ففي مارس من سنة 2022
انعقدت الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة المغربية – الموريتانية بالرباط،
عززت مشاركة البلدين في الكثير من المصالح الإستراتيجية التي تستدعي حمايتها عن
طريق التنسيق المشترك على كافة المستويات خصوصا منها الاقتصادي والدبلوماسي
والعسكري.