الثلاثاء 12 مارس 2024
بعد زيارته المثيرة للجدل إلى جنوب أفريقيا، قبل أسبوعين، حل يوم أمس، المبعوث
الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، بالعاصمة
الروسية موسكو بدعوة من السلطات الروسية، حسب ما أورده الموقع الرسمي للأمم
المتحدة.
وأوضح الموقع الرسمي للأمم المتحدة أن، “المبعوث الشخصي للأمين العام إلى
الصحراء، السيد ستافان دي ميستورا، قام بزيارة إلى موسكو بدعوة من السلطات
الروسية”.
وأضاف المصدر ذاته، أن دي ميستورا “التقى مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائب
وزير الخارجية سيرغي فيرشينين بشأن قضية الصحراء”.
وأفادت مصادر إعلامية روسية، أن “وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بحث مع
المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا، في
موسكو، آفاق عملية التسوية في الصحراء”.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت ذات المصادر أنه تم تبادل وجهات النظر حول آفاق
استئناف العملية السياسية، مع الأخذ في الاعتبار اتصالات دي ميستورا الأخيرة مع
جميع الأطراف المعنية.
وكان دي ميستورا قد زار بداية فبراير الماضي، جنوب إفريقيا، وهي الزيارة التي
رفضها المغرب رفضا قاطعا، معتبرا أن جنوب إفريقيا لا دور لها في ملف الصحراء
المغربية.
وقال حينها عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في حوار
خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن “المغرب لم يتم إبلاغه بزيارة المبعوث
الأممي إلى دولة جنوب أفريقيا، وفور علمنا بمشروع هذه الزيارة، قبل أسابيع،
أعرب المغرب عن رفضه التام لها سواء لدى دي ميستورا أو الأمانة العامة للأمم
المتحدة” مشددا على أن “المغرب يرفض بشكل قاطع أي تفاعل لبريتوريا بشأن قضية
الصحراء المغربية، ما جعلنا نقدم أسبابنا المشروعة والموضوعية”.
وتابع هلال، “لقد حذرنا دي ميستورا بوضوح تام من عواقب زيارته لدولة جنوب
أفريقيا، وقمنا بتذكيره بأسس مهمته، المتمثلة في رسالة تعيينه من قبل الأمين
العام للأمم المتحدة، والتي تخول له العمل، حصرا، مع الأطراف الأربعة المعنية
بالعملية السياسية، والتي تندرج في إطار قرارات مجلس الأمن منذ سنة 2007، ومن
بينها القرار 2703 بتاريخ 30 شهر أكتوبر الماضي.
وأضاف السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة أن ” تلك القرارات لا
تشير بأي حال من الأحوال إلى جنوب أفريقيا، ولا تشير إلى دور أو مساهمة وهمية
من هذا البلد في العملية السياسية” لافتا إلى هنالك “العديد من العناصر التي
تستبعد جنوب أفريقيا من أي تدخل في ملف الصحراء المغربية، من بينها اعتراف هذا
البلد بالكيان الوهمي ويدعم البوليساريو سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا
وعسكريا”.
وعبر هلال عن أمله في أن يكون “الأمر مجرد سوء تقدير بسيط للموقف الحقيقي
لجنوب إفريقيا، وألا يتعلق بتحد للمغرب من طرف دي ميستورا، موضحا أنه “في كل
الأحوال، قام المغرب بتحذيره، وبوضوح، من عواقب زيارته على العملية
السياسية”.
وعبر هلال باندهاش كبير، عن أنه “ليس على علم بما تتحدث عنه وزارة الشؤون
الخارجية الجنوب أفريقية، فالمغرب ليس على علم بأي مقاربة”، موضحا أنه “إذا
كانت مقاربات، فمن الحري مناقشتها مع المغرب وباقي الأطراف، وليس مع جنوب
إفريقيا”.
وأوضح السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، “بالنسبة للمملكة، هناك
مقاربة واحدة فقط، وهي المتمثلة في الموائد المستديرة، بمشاركة حصرية للمغرب
والجزائر وموريتانيا و”البوليساريو”، طبقا لما أوصت به قرارات مجلس الأمن
المتتالية.
وأضاف هلال أن “المغرب يعرب عن أمله في أن يكرس السيد دي ميستورا جهوده بشكل
أكبر لإقناع الجزائر باستئناف مفاوضات الموائد المستديرة، كما كان الحال في
سنتي 2018 و2019. لديه تفويض واضح وقوي من مجلس الأمن بهدف تسهيل التوصل إلى حل
سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق لهذا النزاع الإقليمي”.
وشدد السفير على أن “الملك محمد السادس حدد معالم الطريق نحو التسوية النهائية
لهذا النزاع الإقليمي، من خلال المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في إطار سيادة
المملكة ووحدتها الترابية”، مبرزا أن “رؤية الملك تستمد قوتها من القانون
الدولي، وشرعيتها من التزامها بالمعايير التي أرستها قرارات مجلس الأمن”.
وخلص المتحدث إلى أن “الاعتراف الواسع والدعم الدولي لمغربية الصحراء ومبادرة
الحكم الذاتي، يعزز الرؤية الملكية لأقاليمنا الصحراوية، المغربية بشكل نهائي
وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.