الأحد 14 يوليوز
2024
كما كان متوقعا،
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عزمه الترشح لولاية رئاسية ثانية في
الانتخابات المقرر إجراؤها في 7 شتنبر المقبل، مشيرا إلى أن ذلك جاء “نزولا عند
رغبة كثير من الأحزاب والمنظمات السياسية وغير السياسية، سأترشح لعهدة ثانية مثل
ما يسمح بها الدستور”.
وأضاف الرئيس
الذي تولى الحكم في 2019 حين انتخب رئيسا للبلاد لولاية مدتها 5 سنوات، عقب
استقالة سلفه الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة: “إذا قرر الشعب التزكية فأهلا
وسهلا، وإذا لم يقرر فسأكون قد قمت بجزء من الواجب، ومن يأتي يكمل”.
وقد اعتبر، وليد
كبير، صحافي جزائري معارض، إن الانتخابات الرئاسية الجزائرية، والتي من المرتقب أن
يعلن عن قائمة المرشحين النهائية فيها في ال27 من يوليوز الجاري، “مجرد مسرحية
هزلية، لأن نتائجها محسومة من قبل الجيش، والذي سيكون نزيل قصر المرادية، العسكر
من سيختاره وليس الشعب”.
وأضاف إن هذه
الانتخابات أفرغت من محتواها، “لأن الشعب الجزائري يدرك جيدا أنه ليس هو صاحب
الإرادة في صنع الرئيس، ليس فقط هذه السنة، بل منذ سنوات”، بحسب تعبيره.
ولفت المتحدث
إلى أن هذا الإدراك ينتج عنه التعامل البارد مع هذه الانتخابات ومستجداتها، والذي
يظهر جليا من خلال عدم الاهتمام بها في وسائل التواصل الاجتماعي، “وحتى الإعلام
الموالي للنظام لا يعرف كيف يسوق لهذه الانتخابات”.
كما سجل وليد
كبير، أنه لا توجد أسماء وازنة مرشحة في الانتخابات الرئاسية لمنافسة الرئيس الحالي،
معتبرا أن الجيش لن يجد شخصا منصاعا خنوعا طائعا له مثل عبد المجيد تبون”.
ويرى الصحافي
المعارض أن “المشهد السياسي في الجزائر أصابه التصحر والتميع، وبالتالي هذه
الانتخابات بالنسبة لي هي لا حدث ولن تغير من واقع الأزمة، والتي في عمقها هي أزمة
سياسية، لأن العسكر قام بعسكرة جميع مؤسسات الدولة”.
واستبعد المتحدث
منافسة الأسماء المرشحة لعبد المجيد تبون، مؤكدا أن بعضها لا يستطيع حتى جمع
التوقيعات وهو ما يعني أنه لن يكون بإمكانها حتى دخول غمار التنافس المصطنع، لأن
الجيش هو من يقرر من يكون الرئيس والغالبية من الشعب الجزائري يعي ذلك”.
وتوقع أن يستمر
تبون لولاية ثانية، لأن “العسكر لا يريد أن يكرر تجربة بوتفليقة الذي تمكن نوعا ما
من إزاحته من المشهد السياسي، وبالتالي يريدون إخضاع مؤسسة رئاسة الجمهورية دوما
لهم، ولهم في تبون النموذج الأفضل بالنسبة لهم ولا يريدون أن يغامروا باسم آخر قد
يشكل عليهم خطرا”.