الإثنين 15 يوليوز 2024
قوبل إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية
في الانتخابات المتوقع إجراؤها في السابع من سبتمبر المقبل بترحيب كبير من
أحزاب الأغلبية، التي تعهدت بمواكبة حملته الانتخابية وحث كافة أعضائها داخل
وخارج الجزائر على التصويت لصالحه بوصفه "الأقدر والأنسب" لقيادة البلد، سيّما
وأنه أكبر الداعمين للجبهة الانفصالية البوليساريو.
وعقد ائتلاف أحزاب "الأغلبية من أجل الجزائر" أمس السبت ندوة وطنية، عبروا من
خلالها عن دعمهم الكامل لعبد المجيد تبون في الانتخابات الرئاسية المقررة في 7
سبتمبر 2024، بعد إعلانه رسمياً نيته الترشح الخميس الماضي.
وخلال الندوة الوطنية، استمع المشاركون إلى مداخلات قادة الأحزاب التي ركزت
على الوضع السياسي الراهن في البلاد في ضوء الانتخابات الرئاسية، ومتطلبات
المرحلة المقبلة. وأكدت أحزاب الأغلبية على "الأهمية البالغة التي تكتسيها
الانتخابات الرئاسية من منظور الترسيخ الديمقراطي للدولة، والحفاظ على استقرار
المؤسسات، واحترام إرادة الشعب في انتخاب رئيس الجمهورية بكل حرية وسيادة، وفقا
لأحكام الدستور".
وأشارت إلى أن الجزائر "تعيش اليوم في عهد الإصلاحات والإنجازات، في ظل الأمن
والاستقرار، وفي جو من الهدوء والطمأنينة، وفي ظروف مواتية تبعث على الأمل
والتفاؤل". وأشادت بما حققته الجزائر من "نهضة اقتصادية واجتماعية عميقة"،
مؤكدة دعمها لتبون.
ورأت أحزاب الأغلبية أن عهد تبون تميز بـ "المحافظة على الطابع الاجتماعي
للدولة، وتعزيز الحماية الاجتماعية، ودعم الاستثمار وإنشاء مؤسسات دستورية
للشباب، والمضي قدماً نحو اقتصاد المعرفة والرقمنة والابتكار، والحرص على
استقلالية القرار السياسي والاقتصادي دعماً للسيادة الوطنية". كما أشادت بما
حققته قيادة تبون من إعادة الاعتبار للمؤسسات السياسية المنتخبة، والالتزام
ببناء "جزائر جديدة مستقرة وعادلة، جزائر لجميع الجزائريين".
ولم تُفوت أحزاب الأغلبية فرصة الإشارة إلى ملف الصحراء المغربية في بيانها
الختامي، مشيدة بالدعم الذي يوليه تبون لقضية الصحراء والقضية الفلسطينية.
وأكدت على ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية وتقويتها، ومواصلة بناء وتطوير قدرات
الجيش الوطني الشعبي حفاظاً على سيادة الدولة الجزائرية واستقلالها.
ورحبت الأحزاب بقرار تبون إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، مؤكدة أن هذا
القرار "يتجاوب مع نداء الواجب الوطني، ويترجم الحرص الكبير على صيانة المكاسب
المحققة والعمل على تعزيزها خلال العهدة الرئاسية الثانية". وأكد الائتلاف
جاهزيته التامة للإسهام الفعال في إنجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأعلن الائتلاف التزامه بمواصلة جهوده لدعوة المناضلين وكافة المواطنين
الجزائريين داخل الوطن وفي المهجر للتصويت لصالح تبون، والعمل على إنجاح هذا
الاستحقاق الرئاسي الهام.
وكان تبون قد أرجع في مقابلة نشرها عبر فيسبوك ترشحه لعهدة ثانية لرغبة "كثير
من الأحزاب والمنظمات السياسية وغير السياسية والشباب"، مؤكداً أنه "آن الأوان
أن أعلن أنني سأترشح لعهدة ثانية مثلما يسمح به الدستور، وللشعب الجزائري
الكلمة الفاصلة في ذلك".
بهذا الترشيح المتوقع، يكون تبون هو الشخص الثلاثون الذي يعلن نيته الترشح
للانتخابات الرئاسية المقبلة. وكان تبون قد انتخب في ديسمبر 2019 لولاية مدتها
خمس سنوات، وأعلن في مارس الماضي عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سبتمبر
المقبل، مؤكداً أن القرار جاء "لأسباب تقنية محضة".
وأعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر سحب 34 مرشحاً
للانتخابات الرئاسية استمارات جمع التوقيعات اللازمة لخوض الانتخابات المقبلة،
مؤكدة مواصلة سحب الاستمارات حتى 18 يوليو الجاري، على أن يتم إعلان القائمة
النهائية للمرشحين في 27 من الشهر نفسه.
ويُلزم القانون الجزائري المرشحين بتقديم 50 ألف توقيع فردي لناخبين مسجلين في
قائمة انتخابية من 29 ولاية على الأقل، أو جمع 600 توقيع فردي لأعضاء منتخبين
في المجالس الشعبية البلدية أو البرلمانية.