الثلاثاء 21 يناير 2025
تجاهلت القناة
الإسبانية الرسمية "RTVE"
مطالب البوليساريو المتعلقة بعدم عرض خريطة المغرب الكاملة متضمنة إقليم الصحراء،
حيث قامت في نشرتها الأسبوعية الأخيرة بعرض الخريطة المغربية الكاملة، وهو ما جدد
غضب الجبهة الانفصالية.
واعترف عبد الله
عربي، الذي تصفه البوليساريو بـ"المتحدث باسمها" في إسبانيا، بأن هذه
المرة الثانية التي تقوم بها التلفزة الإسبانية الرسمية بعرض خريطة المغرب متضمنة
الصحراء، مجددا "رواية البوليساريو" مرة أخرى، بأن هذا يتنافى مع
"القانون الدولي" وقرارات الأمم المتحدة.
وأشار عربي، إلى
أن البوليساريو سبق أن وجهت احتجاجا للتلفزة الإسبانية في وقت سابق على عرض خريطة
المغرب متضمنة الصحراء، وهو ما يؤكد تجاهل القناة الإسبانية الرسمية لمطالب
البوليساريو، بالنظر إلى أن موقف مدريد من قضية الصحراء أصبح معروفا بشكل رسمي.
وتدعم إسبانيا
مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وذو مصداقية لإنهاز النزاع تحت السيادة
المغربية، حيث جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها سانشيز إلى الملك محمد السادس في مارس
2022، لتكون بذلك إسبانيا قد أحدثت منعطفا حاسما نحو دعم المغرب لطي هذا الملف
لصالحه.
وشكل الموقف الإسباني الجديد، ضربة سياسية
"موجعة" للبوليساريو، بالنظر إلى وزن إسبانيا في ملف الصحراء، حيث كانت
القوة المستعمرة السابقة في المنطقة، كما أن إسبانيا كانت لعدة عقود تُعتبر المعقل
الأكثر نشاطا للبوليساريو حيث تعتمد عليه للترويج لأطروحتها الانفصالية.
وما يؤكد قوة
صدى الموقف الإسباني في قضية الصحراء لصالح المغرب، هو أن الجزائر التي تتبنى جبهة
البوليساريو وتدعمها، أقدمت في 2022، على قطع علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع
مدريد، من أجل الضغط عليها للتراجع عن موقفها، لكن فشلت في دفع مدريد للتراجع،
لتضطر إلى ترميم علاقتها مع إسبانيا بشكل تدريجي.
ويبدو أن
سيناريو الجزائر مع إسبانيا، يتكرر اليوم أيضا مع فرنسا، الأخيرة التي أعلنت في
يوليوز 2024 عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لحل نزاع الصحراء تحت السيادة
المغربية، حيث أقدمت الجزائر على تقليص علاقاتها الدبلوماسية مع باريس، وقطعت بعض
التعاون في المجال الاقتصادي.
ويعتقد الكثير
من المتتبعين لملف الصحراء، أن الجزائر ستضطر مرة أخرى للتراجع عن ردود فعلها
تُجاه فرنسا، في ظل استحالة أن تُقدم باريس على التراجع عن دعمها لسيادة المغرب
على الصحراء، بالنظر إلى الشراكات العديدة التي تم توقيعها بين فرنسا والمملكة
المغربية في الشهور الأخيرة.