الخميس 13 مارس
2025
قالت صحيفة
"لوبوان" الفرنسية، إن فرنسا تمضي قدما نحو تعزيز شراكتها الاستراتيجية
مع المغرب على حساب الجزائر، في ظل تصاعد التوترات بين الأخيرة وباريس، مشيرة إلى
أن هذا التحول قد يُترجم قريبا إلى خطوة دبلوماسية كبيرة، تتمثل في انضمام فرنسا
إلى قائمة الدول التي افتتحت قنصليات في الصحراء المغربية.
وحسب الصحيفة
الفرنسية المذكورة، يأتي هذا التطور في سياق تقارب متزايد بين باريس والرباط، حيث
زار عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين الأقاليم الجنوبية للمملكة، آخرهم وزير العدل
الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي وقع مع نظيره المغربي عبد اللطيف وهبي إعلانا
مشتركا لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
كما شهدت
الأسابيع الماضية، وفق المصدر نفسه، زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي
إلى العيون، حيث أكد خلال حفل رسمي أن "العمل القنصلي الفرنسي سيمتد إلى هذه
المناطق"، في إشارة إلى إمكانية افتتاح تمثيلية دبلوماسية في الصحراء
المغربية، وقبله بأيام زارت وزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي المنطقة أيضا.
وتُفسَّر هذه
التحركات الفرنسية، وفق "لوبوان" نقلا عن خبراء، على أنها مؤشر على
تغيير جوهري في موقف باريس، التي لم تعد تكتفي بالمراقبة، بل باتت أكثر انخراطا في
دعم المغرب في ملف الصحراء، مشيرة إلى أن اعتراف فرنسا الضمني بسيادة المغرب على
الصحراء لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح واقعا يتبلور على الأرض.
ووفق المصدر
ذاته، فإن هذا الانخراط يتجاوز الجانب السياسي، حيث تسعى فرنسا إلى ترسيخ حضورها
الاقتصادي في المنطقة، من خلال دعم الشركات الفرنسية للاستثمار في مشاريع البنية
التحتية، والطاقات المتجددة والسياحة بالأقاليم الجنوبية.
وفي الجانب
الثقافي والتعليمي، تشير "لوبوان" إلى أن باريس أطلقت عددا من المبادرات
لتعزيز نفوذها في المنطقة، من بينها توقيع تسع اتفاقيات بين مؤسسات ثقافية فرنسية
ومغربية، وافتتاح "التحالف الفرنسي في العيون"، إلى جانب بناء مدرسة
فرنسية جديدة تستهدف تعزيز تعليم اللغة الفرنسية وترسيخ الوجود التربوي الفرنسي في
المنطقة.
هذا التحول
الفرنسي، تقول الصحيفة الفرنسية، أثار ردود فعل غاضبة في الجزائر، حيث سارعت
الحكومة الجزائرية إلى التنديد بما وصفته بـ"التدخل غير المقبول"،
وأعلنت تعليق العلاقات بين مجلس الشيوخ الجزائري ونظيره الفرنسي، في خطوة تعكس مدى
الانزعاج الجزائري من التقارب الفرنسي-المغربي.
واعتبرت الصحيفة
الفرنسية، أن هذا التوتر القائم حاليا بين فرنسا والجزائر، يجعل الأخيرة أكثر
الخاسرين، خاصة أن هذه الأزمة تدفع باريس للرهان أكثر على المغرب، وقد تدفعها إلى
الذهاب أبعد من ذلك، وافتتاح تمثيلية دبلوماسية في الصحراء المغربية، لترسيخ
اعترافها بالسيادة المغربية على المنطقة.